19‏/09‏/2014

و تَلدُ هي فتكبر الحياة !


- السّلام عليكم و رحمة الله وبركاته , أهلا :)
- صوّبت الأستاذة التّعريف : الدّورة الشّهريّة هي مجموع التغيّرات التي تطرأ على ( جسم ) المرأة خلال 28 يوما - و ليس على الرحم فقط - لهدف هو الإباضة , الإخصاب , الحمل .

- تخطر على  بالك الآن فكرة : 28 يوما في كل شهر و كلّ الحياة شهرٌ و شهر أي دورة و دورة ... الهدف من حياتك أصبح واضحا يا صديقتي , خلقت لهدفِ أن يبقى الانسان , لأجل استمراريّة النسل , لتلدي فتكبر الحياة !
- ينتابك سؤال : إن كان الأمر كذلك فلمَ توجد دورة في كلّ شهر حتّى قبل الزّواج ؟ و قد يكون ضمن الجواب نقطة مفادها أنّ في كلّ دورةٍ شهريّة دورةٌ تدريبيّة على الصّبر أنْ تدرّبي أيّتها المرأة على تحمّل الألم , فإنّك لهدفٍ حصولُه بحصول الألم فخذي لك في كلّ شهر ألما لئلا تفجعي إن هو جاءك ألم النّفاس ... و راجعي الدّرس كلّ شهر .
- يوم الأربعاء - أمس - كانت أوّل مرّة في حياتي أرى كيف تخرج روحٌ من روح , في قسم التّوليد كان جوّ المكان برائحة الألم و أرضيّته تشهد أنْ قد وطأتها أقدام أمومة متألّمة تنزف .
- كان المكان ممثّلا بأمومة متناثرة على أرجائه - و تتألّم و تتوجّع - كانت هناك من تقف في الرواق تتوجّع و هناك من ترتمي على الأرض بجانب سريرها تتوجّع و هناك من تتقيّؤ بسبب الألم تتوجّع , تخدش الجدار تصرخ ... و هناك المتألمات في صمت ! فقط ... كم أنتِ رائعة !
- كانت القابلة تطلب من الأم أن تدفع بقوّة الصّبر كي تولد الحياة ثمّ تتنفّس : ادفعي , حسنا , تنفّسي .
- كانت الأم تتألم , المكان يتألّم ... و كان من الألم بعضٌ يصعد أنينا , يُسمع مختلفا , أنين عميقٌ , كثيرٌ , هادئٌ , أنين ولادة ... جاء طفلٌ للحياة !
- علا صوتٌ أمّ مؤمن : الحمد لله ... الحمد لله .
- كانت ولادة المرأة الثانية أشدّ قليلا , كان على القابلة أن تستعمل المقص , كانت تلك المرأة تعاني فقر دم قبل الولادة , كانت بعدها ترتعش ........... كنّ يتألّمن !
- قالت إحداهن :  ( لو أن المرأة حين يُجلب لها صغيرها تصفعه , بسببك تألّمت ! ) ... لكن الأمر ليس كذلك مطلقا , فلقد رأيت كيف تمسك الأم بوليدها فتحذرها القابلة من إفلاته فتطمئنها بأنّها لن تفلته , و كيف تفلته و هو هدف وجودها و هو بين يديها ؟ و كيف و هو بعضٌ من مكافأة الصّبر على الألم الكبير ؟
- و قالت أخرى : ( لو أنّها كمل عقلها ما أعادت الكرّة من جديد ) ... فكأنّما أوحت بأنّه حتّى ما يُعتقد عيبا في المرأة - نقصان عقلها - هو أداة لبقاء فصيلة من المخلوقات كرّمها الله تعالى ... لعلّه نقصان ممثّل في نسيان ألم كبير لمواصلة درب من ورائه هدفٌ كبير , أو لعلّه نقصان عقل عُوّض بحبّ كي يُطعم من كان السّبب في الألم و يسهر عليه أو نقصان عقل لوجود عقول كاملة و نقصان دين بحذف ما معدّله 6 أيّام من كلّ شهر و 40 يوما بعد النّفاس كي يصلي على هذه الأرض أولادها 30 يوما في كلّ شهر و لا يفطرون في رمضان أبدا و لا يتركون صلاة أبدا !
- و قالت أخرى : ( كان يمكن للنفاس أن يكون دون ألم , لكنّ الله تعالى ما جعله هكذا إلّا لحكمة يعلمها ) ... و هنا منبر حكمة ينطق , فسواءٌ فهمنا لمَ يصاحب النفاسَ ألمٌ شديد أم لم نفهم , حسبنا أن نعلم أنّ علام الغيوب يعلم ... فلألم النّفاس فيزيولجيّته .
- و كأنّ ذلك الألم يؤثّرعلى القلب يخبره بقوّة  أنْ قد أصبحتَ قلب أمّ فلتصنع لهذا الصّغير ما تصنع الأمومة , و لتحبّ بقدر الألم و لتحبّ بقدر كونك أمّا .
 - يقول الله تعالى في الآية 15 من سورة الأحقاف في القرآن الكريم : وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)
- رسالة إلى المقبلات على الولادة :) 
- قد يكون الكلام الآنف مُخيفا ... فدعيني أخصّك بشيء جميل كي لا تخافي , فبطولة الاستمراريّة من نصيبك و بطولة الفرحة من نصيبك و بطولة الأمومة أنتِ , فلتعلمي أنّه حين يصف أحدنا الولادة فهو يصف فقط ما يرى لكنّ فيها من أعمق معانيها و أكثرها صدقا تعبيرا عنها ما لا يُرى بالعين , لذا , فكأنّما نُجرِم نحن في وصفها حين يطغى على الوصف ماديّتها و يطغى على الوصف صفة الألم ... حسبك أن تعرفي أنها تنتهي ببسمة هادئة تحبس مخارج الآه و صرخة صغيرة جميلة تقول للأمّ : تنفّسي الآن !
- حين يصغي القلب الكبير إلى نبض القلب الصّغير حياةً , سوف ينبض أمومةَ و ينبض سعادةَ و ينبض بــــلا ألم !
- و قد حكت إحداهنّ عن مشهد رأت فيه تجسّدالأمومة حيث كانت الأمّ تجلس على كرسيّ يُدفع بها لتخرج من غرفة التوليد و صغيرها بين ذراعيها تقبّله و تبتسم ! كان من حولها يراها مرأة للتوّ كانت على موعد مع الألم الكبير - لكنّها - كانت ترى نفسها للتوّ أصبحت على موعد مع الأمومة فحقّ لها أن تبسم في وجه الحلم الجميل أمَّا ! هنا موقف إعجاز فـــــــــــــــــــــــسبحان الله !
- ففي البداية تعريف بالولادة , مرأة تتألّم ... و في هذا المشهد تعريف الولادة بنفسها , أمومة تبتسم ... حين تلدين سيّدتي تكبر الحياة !
- رسالة إلى من لم ينجب بعد : ترى المعجزات حين يرى القلب الثّقة بـــالله القدير, حين يكون الدّعاء لسانا يغرف من قلب يؤمن بأنّ الإجابة وعدٌ من الله و أنّ الله لا يخلف الميعاد ... و ينتظر البشرى بقول كُنْ قبل أن يقول هو آمين .
- ختاما : 
- من منكم يوافقني أنّه عليه أن يشكر أمّه بطريقة ما ؟
- لا تغضب النساء من الصورة رجاءً :)  فلعلّ معناها فقط : ساعدها أيّها الأب في تربيّته ...
- شكرًا لأنّكم مررتم و وصلتم إلى هنا .

هناك 8 تعليقات:

  1. سلمت يمناك اخيتي وبورك وصفك جعلتنا نعيش تلك اللحظات مع الام ومع الصبر الى الفرح والى البسمة والى حياة جديدة على الاطلاق

    سمية

    ردحذف
    الردود
    1. - و بارك الله فيك سميّة , أهلا بك دوما .

      حذف
  2. ثلاثة أشهر في المصلحة ذاتها كنت ... تتاملين قدرة الله في كل شيء ,,,,رسالة فقط أوجهها لكل ولد (لأن البنت ستمر بنفس التجربة) رفقا بوالدتك..
    بوركت اخيتي

    ردحذف
  3. كانك تصفين شعوري. و انا اقرا السطور احسست بنفس الاحساس الذي انتابني في قسم التوليد حينما رايت الولادة لاول مرة و تكلمت عنه بلهفة الى امي و سالتها عن اللحظات التي رايناها فقط باعيننا فاثرت فينا فكيف بامهاتنا و قد عايشوها بكل لحظة فيها
    شكرااا لانك تكتبين يادكتورة ايمان
    بالتوفيق دائما

    ردحذف
  4. اشكرك... لا اعرف كيف اعبر ... لكني اشكرك حقا.... فقد تولدت لدي فكرة..وتغيرت عندي نظرة....فشكرا
    لكني لن آخذ بنصيحتك..لن اساعدها.... وذلك من منطلق دارت الخير تكملوا هههههههه

    ردحذف
  5. @ رقية : و فيك بارك الله رقية و جزيت خيرا و نفع الله بك ... نصيحة طيبة .
    @ صفاء : شكرا على زيارتك أولا , دمت صفاء أختي و حفظ الله تعالى والدتك .
    @ أبو علي : العفو أخي , منطلقك يجعل الناس تأخذ فرصة أكبر للحصول على الأجر لكنه يحتوي شيئا من التفنيين , شكرا على مروركم جميعا .

    ردحذف
  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، تلد هي فتكبر الحياة ويكبر كل شيء في الحياة ، رائعة هي المرأة وهي أما ورائعة وهي اخت ورائعة هي ابنة ورائعة كيفما كانت ، لانها تتألم فتكبر الحياة ، وتبتسم فتحلو الحياة ، وتضيق هي فتنشرح الحياة ،،، بارك الله فيك علئ هذه الالتفاتة الجميلة والراقية

    ردحذف
  7. و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    - و فيك بارك الله يا راقية :)

    ردحذف