حين تمرض صاحبة الإكسين

- السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... كيف الحال ؟ (  صاحبة الإكسين (xx) ببساطة هي أيّ مرأة )

- المشهد الأوّل : أصيبت ( xx) بمرض hodgkin و هو من السرطانات الدمويّة ( استطاع الانسان الوصول إلى علاج هذا السّرطان  بفضل الله تعالى )  , سمعتها تتحدّث عن تعب تعانيه حين خضوعها للعلاج الكيمائيّ و سمعتها و هي تتحدّث عن زوجها يقف بجانبها ... شابّة التقيت بها في أحد مخابر تحليل الدّم .
- المشهد الثّاني : هاجرت (xx) خارج الجزائر و أصيبت هناك بالشّلل ... احتواها زوجها وواصلا حياتهما ... أنجبا الطّفل الثاني و هي مقعدة على كرسيّ متحرّك ... عادت إلى الجزائر معه ليتواصل الإحتواء ... هي إحدى الجارات .
- المشهد الثّالث : التقيت بها في الصّيف الماضي ... ( xx) أصيبت بسرطان الثّدي و خضعت لعمليّة استئصال كانت تتابع عدد الصفائح الدّمويّة قبل أن تسافر لتلقّي العلاج الكيميائيّ ... كان زوجها بجانبها و كانت بجانب قلبه , تلك المرأة التي كنت أراها تحرّك لسانها بالسّكينة فكنت أستشعر في الصّورة التي خلقتها و قربَها زوجُها سكينة و حبّا ... إنّها المرأة التي جعلتني أكتب تدوينة  ; لا تخبروا والدتي (اضغظ هنا )
- المشهد الرّابع : حدّثتني إحدى الصّديقات عن زوج يرافق زوجته إلى قسم الأمراض السّرطانيّة و كيف كان يتحدّث عن المراحل التي قطعاها و أين أخذها و ما الذي قاما بها و ماذا قيل لهما و ما إلى ذلك من تفاصيل المرض الذي حُمِل بعضه عن ظهرها بظهره
- أيضا ; 

- حين اظطربت الدّورة الشّهريّة في جدول أيّام (xx) , زارت الطّبيبة المختصّة لتقوم بفحص إيكوغرافيّ لتخبرها أنّها تعاني من مشكلة في المبايض , عادت تحمل مع الوصفة همّا و حزنا ليس لأنّها مريضة و لكن لأنّها مرأة أصيبت بالمرض , قالت : شعرت أنّني سأحمل مسؤوليّة لست أقدر على حملها بمفردي .
- أو حينما تخبر الطّبيبة إحدى (xx) بأنّها مصابة بسرطان الرّحم و عليها الخضوع لعمليّة استئصال ... ليس السرطان ما سيؤلمها لكنّه فقدانها لعضو تأهيلها للأمومة ما يؤلم .
- أو حينما يتأخرّ إنجابها فيكون كلّ من حولها يصرّ إلّا على السّؤال ما السّبب ... حين تشخّص المرض و يخبرونها أنّه اختلال الغدّة الدرقيّة مثلا .
- حين تمرض صاحبة (xx) تتألّم مرّة بسبب الألم و مرّة أخرى بسبب غير المرض لكنّه المرض بعينه , إنّه التّفكير  :
- إنّها تفكّر أوّلا إن كانت ستكون قادرة على الزواج .
- ثمّ إنّها تفكّر ثانيا إن كانت متزوجة في إن كانت قادرة على الإنجاب .
- ثمّ إنّها ستفكّر ثالثا في ردّ فعل زوجها .
- ثمّ إنّها تفكّر رابعا في علاقتها الزوجيّة .
- ثمّ بعد ذلك كلّه تفكّر  في مرضها .

- أيا صاحبة الإكسيْن , هوّني عليك مرّتين :
- فمرّة بأن تعلمي أنّك ستُعًوّضين ... فإن كان الهدف الذي يسعى إليه البشر هو الحبّ و السّعادة فثقي بأنّك ستجدين يوما ما من الحبّ ما يغنيك و من اليقين و الإيمان ما يسعدك مرّتين فأمّا الثّانية ففي دار البقاء ... و أنّ الله لا يضيع عباده أبدا .
- و أمّا الأخرى فبأن تعرفي أنّه - إن لم يُكتب الزّواج - فلم تكن الحياة يوما مرهونة بالزّواج و - إن لم يُكتب لك الإنجاب - فلم تكن المسرّة يوما مقتصرة على الأولاد .
- أيا صاحبة الإكسيْن ... إن وُهبت زوجا دواءً فافرحي و إلّا فاخلقي سعادتك بنصف ثانٍ من الإيمان و الصّبر و اليقين ... أنتجي في أيّ ميدان تستطيعين العطاء فيه يرضي الله تعالى و كوني من يصنع البسمة على قلوب الآخرين و بعض الرّضى .

- ختامًا : 
- إلى الأطبّاء : تأكدّوا جيّدا قبل أن تخبروا مرأة بأنّها تحمل مرض يستطيع أن ينتقل sexuellement كالتهاب الكبد ب مثلا ... و تأكدّوا جيّدا قبل أن تخبروا مرأة أنّها مصابة في مبيضيها أو رحمها .
- إلى كلّ رجل شارك زوجته أهات الألم و عرق الحمّى و تعب العلاج الكيميائّي إلى النّهاية ... كنتَ رائعا ... فتحيّة بحجم الوفاء ... تحيّة تليق بالرحماء , جزاك الله خيرا  :)
- إلى كلّ مرأة ... أنتِ صاحبة الإكسين نعم , و لكن تذكّري دوما أنّ بجانب xx  في كلّ خليّة تصنعك 22 زوجا آخر من الكروموزومات التي تصرخ في وجه كلّ x  تريد أن تمرض لتخبر : نحن بعافية ... فلا تجعلي زوجا واحدا يهزم 22 بداخلك أيتها الإنسان المكرّم !