06‏/02‏/2016

لا تداومي ليلًا


- السّلام عليكم و رحمة الله وبركاته يا أصدقاء ، تسعدني زيارتكم و قراءتكم :)
- أعرف أنّ أحدا ما يتساءل : لماذا اخترت هذا الموضوع ، صح ؟ حسنا ، في الفترة الأخيرة طرح هذا الموضوع على مسامعي من قبل ثلاث صديقات على التوالي و هو أنّ الرجل يريد خطبة طبيبة غير أنّه غير مقتنع بطبيعة عملها كالمداومة الليلية مثلا .
- نبدأ في الموضوع D: 
- عرّف الطبيب يا بنيّ : هو ذلك المخلوق الذي يسهر على صحّة الفرد و المجتمع .
- عرّف الطبيبة : هي تلك المخلوقة ( زوجة راجل ) ، ( بنت راجل ) ، ( أخت راجل ) التي تسهر على صحّة الفرد و المجتمع .
- انتبهوا ! هناك تيّارٌ كهربائي ما يسري في الخلايا العصبيّة عند بعضنا يجعله يلاحظ تاء التأنيث بدقّة و لو في مجال العمل .
- أين المشكل بالضبط ؟ تناقشت في هذا الموضوع مع نساء و رجال و اعتمادا على المكتسبات القبلية ( هذي الكلمة الأخيرة يعرفوها الناس لي قراو بالنظام الجديد D:  ) ، أصنّف الأسباب التي تجعل الزوج لا يقتنع بالمداومة الليلية لزوجته :
1- الإختلاط : فالرجل سيكون مطمئنا لو أنّ زوجته تعمل في مستشفى نسوي .
2- عيب يا راجل ! علمتُ أنّ بعض الرجال لا يصلح عندهم أن ينام في البيت و زوجته في العمل .
3- حرام ... و هنا نقطة الاستفهام ، من أفتى ؟
4- كلام النّاس .
5- الأسرة تحتاج لأحد الوالدين ( بالنسبة للرجل الذي يداوم أيضا ليلا )
6- الخوف على المرأة .
7- عدم الثقة .
- حسنا ، نناقش الآن :
- بخصوص الاختلاط : فهمت من حديث الشيخ أحمد عيساوي بأن الاختلاط في حدّ ذاته ليس محرّما إنّما الاختلالات  الأخلاقية و عدم الانضباط في المعاملات بين الرّجل و المرأة هو المحرّم .
- بشأن الحرمة : سألت صديقتي الشيخ حول الموضوع فأخبرها أنّ المداومة الليلية la garde تجوز في أطرها الشرعيّة كعدم الخلوة
- الأسرة : في هذه النقطة ، لا يمكن التدخل فالرجل و المرأة أدرى بأمورهما و بما إن كان أحدهما يناسب الآخر أم لا ، و هنا أشير فقط لكلا الطرفين : كونا واضحين ، صادقين ، اعرفا ماذا تريدان و ماذا لا تريدان ، لا داعي للتذبذب ، استخيرا ، استشيرا ، و توكلا على الله سواء بالقبول أو الرفض ... الرجولة أمانة و مسؤولية ، رزانة ، مشاركة و ثقة .
- عدم الثقة بالزوجة : هنا لا أضيف شيئا .
-عيب : هذا المشكل البغيض الذي ينخر شخصياتنا ، يا أخي ، ما دخل الناس في حياتك العائليّة ؟
- المشكلة أعمق ! تقول صديقتي أمنـــــية : ألا نستطيع الوصول إلى نقطة تحييد فكرة الجنس ( ذكر - أنثى ) من ذهنياتنا ؟
- هذه ليست مشكلة أصلا : تقول صديقتي إلهام أنّ المداومة الليلية ليست مشكلة تقرر على أساساها القرارات المصيرية بل هو أمر قد يوافق عليه الزوج بعد مدة من الزواج حين يرى الزوج أشياء قيمة في زوجته تدعوه للتنازل عن شروطه و لا يتخل عن زوجته و تقول أن الموضوع سببه أن في بداية العلاقة كلّ من الطرفين يحاول رفع سقف الشروط قدر ما يستطيع .
- افصلوا بين الجنسين : يقول أحد الإخوة المحترمين معلّقا على الموضوع أنّ الفصل بين الجنسين في العيادات و المراكز الاستشفائية من شأنه تجنيب الناس هذا النوع من التصادمات .
- اعفوا المرأة من المداومة الليلية : اتفق أحد الإخوة الكرام و إحدى الأخوات الكريمات على هذه النقطة بأن تكون المداوامات الصباحية للطبيبات و الليلية للأطباء .
- المشكل ليس في الجنس إنّما في أخلاقيات المهنة : قالت إحدى الأخوات الكريمات بأنّ ممارسة الطّب ليس له علاقة بالجنس إنّما الطبيب أيّا كان جنسه و أيّا كان جنس المريض مطالب بتطبيق أخلاقيات مهنته .
- أخيرا : 
- بغض النظر عن الأسباب المعلِّلة و الحجج ، ألسنا نتفّق في أنّنا تدهورنا حين دهورنا دور المرأة في مجتمعاتنا ، أو حين دهورتْ هي نفسها .
- حين أخطأنا في فهم دور المرأة فناديناها : حريما ، العايلة ، أم الأولاد ...تخلّفنا ، وحين تخلّفنا صرنا نرى المرأة عورةً و عيبًا و أنثى و ما يصلحش و ما يليقش و اسكتي و ما تهدريش قدام الرجال ... و ما تعلمون .
- مشكلتنا في طريقة إعمال خلايانا العصبيّة و القلبيّة ، تلك التي تشبّعت بهرمونات الأنوثة  المستوردة من مصانع أعدائنا الذين أرادوا هدم قوام حضاريّ إسلاميّ فقصدوا الأساس حين علموا أنّه أمّ و بنتٌ و زوجة ... فبدأت الفتنة بالمرأة حتى يبدأ الانهيار السّهل حين تكون المرأة مجرّد أنثى ، في عينها و أعين من تشاركهم الحياة و من تنجبهم ... فتُرى الأنثى و لا تُرى المرأة .
- و خلايا مشبّعة بتستسترون مفبرك خارجيا ، في مصانع عدوّة أرادت خلق الذكر في نفس الرجل ثم تقويته ليطغى ، فتطغى الذكورة على الرجولة فترى الأنوثة و لا ترى المرأة .
- أيّها الرّجل : اصنع المرأة في زوجتك ، قدّر المرأة في زوجتك ... و اتّفقا أن تترافقا و تتشاركا المداومات الحياتية ( الصباحيّة و المسائية :)  ثمّ أنجبا أمّة لا تستورد هرمونات الجنس .
- واعلما :

هناك 6 تعليقات:

  1. مشكلة عويصة في مجتمعناطغى فيه الجهل و التعصب و تهميش المرأةو الاغرب ان هؤلاء الرجال الذي ينظرون هذه النظرة الدونيه للطبيبة عندما تمرض نسائهم يصرخون باعلى صوت هل من طبيبتة تعالج زوجتي و هنا يظهر التناقض في نفوس افراد مجتمعنا ...!!!

    ردحذف
    الردود
    1. - ربي يجيب الخير ، مريوم ، شكرا لك !

      حذف
  2. لو يفكر الرجل قليلا , لماذا يحد من حريات المرأة التي أحلّها لها الشرع ؟ لو يعود ويبحث لماذا توارث هذه العادة دون أن يعرف مصدرها ؟ .. سيجد أنها بدأت أثناء الموجات الاستعمارية حين كان الرجل يخاف على كل امرأة تحت لوائه : أم , أخت , زوجة , ابنة , .... , خوفا عليها من المستعمر المتوحّش ضد المرأة , فكان السبيل الوحيد لحمايتها هو منعها من الخروج مهما كان السبب . ____ هل توفرت تلك الظروف اليوم حتى يستمر تطبيق هذه الاستراتيجية ؟؟ !!! ____

    بارك الله فيك صديقتي على هذا الموضوع وجزاك خيرا :)

    إلهام

    ردحذف
    الردود
    1. - وفيك بارك الله إلهام
      طرحت موضوعا واسعا إلهامو ، لن أخوض فيه ردا هنا ،كل ما أقول :ربي يجيب الخير ، شكرا على مرورك كمجهولة D:

      حذف
  3. موضوع في الصميم. لمن ينظرون إلى الطبيبة بدونية أو كأنها مجرمة لأنها اختارت مهنتها تلك أقول : إياكم أن تطببكم طبيبة إذا قصدتم المستشفى ليلا لأن دراهمها حرام كما تزعمون و إياكم أن تبحثوا عن ممرضة ليلا من أجل حقنة لبناتكم او زوجاتكم فالممرضات مسبوبات كما هو متعارف عندكم و و و و تناقض عجيب عندهم. بوركت ايمان

    ردحذف
  4. وفيك بارك الله رقية ، الله يهنيك صديقتي .

    ردحذف