16‏/10‏/2015

يـــا صديقة :)



- في أحيان كثيرة , تخيفنا المشاعر الطارئة ,يقلقنا النازلون في قلوبنا عنوة , تغضبنا قلوبنا كيف تتعامل بتساهل معهم ثم نخاف و نحزن و نقلق و قد نبكي و نحن نريد أن نطرد الجميع أو أن نضمن بأنّ من نزل قد نزل بـحقّ .
- يا صديقتي , أن تقلقي و تخافي و تغضبي ثم تفقدي بسمتك في هذا السنّ أمرٌ قد يحدث و لكن أن تستسلمي ففي مبادئك أمرٌ يستوجب ألّا تفعلي ... إذن جاهدي .
- يا صديقة , لو حصل و اخترتني لأنتقي لك شيئا ما و كنت أعلمُ  بأنّه يخصّك و يعني لك الكثير ثمّ رأيتك تركت مسؤوليّة الاختيار كلّها عليّ , فيا ترى كيف تظنين نفسيّتي ستكون ؟ أظنّ أنّك لن تشكّي لوهلة في أنّي سأختار لك الأفضل ( ممّا هو متاح ) ...
- فما بالك يا صديقتي – و لربّ السموات و الأرض المثل الأعلى – و بيده كلّ شيء , حين نتحدّث عن تفويض أمرك لله تعالى ليختار لك فإنّنا نتحدّث عن :
- الوعد الذي لا يُخلَف ,
- عن القدرة اللامتناهية , اللامحدودة ,
- عن أمرٍ يكون بـــ ( كُنْ ) ,
- عن علم الغيب و الشهادة ,  
- عن اختيار يناسب كلّ الأوقات , كلّ الظروف , كلّ الدّين و الّدنيا ... كلّ العاجل و الآجل .
- نتحدّث عن اختيار الله تعالى لكِ - يا رفيقتي - فنتحدّث عن اختيارٍ من مجموعة ليست هي ( المُتاح  أو المتوفّر ) بل عن اختيار قد يبدّل الواقع و يخلق الأنسب و يصرف غير المناسب و يسبّب الأسباب ليُسعد قلبك فيبتسم بعمق : هكذا اختيار الله تعالى : )
- يا طيّبة , بقدر تفويض الأمر لله تعالى , بقدر توكلّك , بقدر ثقتك وصدقك مع الله سبحانه , سيكون الأمر أروع و أدهش و سيكون العطاء أجزل .
- حين نستعجل نتيجة تفويض أمرنا و نريد أن نرى سريعا فإنّنا نشوّه تفويضنا بأن أنقصنا منه ( صفة الصّبر ) ...حينها تجديننا نبحث بأنفسنا , نتأفّف , نستعمل الحِيَل , نستعمل الحواس في النظر و السمع بحجّة أنّنا في سبيل الاختيار , فنألم و نُؤلِم قلوبنا بأن حمّلناها ما لا تطيق ... قلوبنا المسكينة التي فوّضت أمرها لله تعالى كانت تنتظر منّا أن نكون بالوعي ذاته , و كانت تأمل أن نوافقها القرار بأن يكون الاختيار لله تعالى وحده , كانت تنتظر أن نصبر فلا نتعجّل أبدا , و لا نُنزل فيها أحدا و لا نُؤلمها أبدا ... و ألّا نخون .
- يا صديقة, تفكيرنا مُحاطٌ بالعاطفة و عاطفتنا محاطة بالعاطفة فحتّى لو أردنا صرف عواطفنا و استعمال عقولنا في التفكير و التّحليل و التمنطق لنختار وجدنا العاطفة تَرِدُ إلى العقل سابحة في الدماء المحمّلة بالأكسجين و الغلوكوز فترينه – نعم يعمل و يفكّر – لكن قريبا جدّا من العاطفة ... إنّه تفكيرٌ عاطفيٌّ و العقول العاطفيّة غير مؤهّلة للاختيار , فإن اختارت فستكونين على يقين أنّ هناك اختيار خيرٌ من اختيارها .
- ختامًا , ثقي يا طـيّـبة بأنّ الاختيار الأحسن , الأفضل من كلّ اختيار هو ذلك النّازل من السّماء بردًا و سلامًا , حبّا و سلامةً , رضا و هناءً , اختيار يأتيك كالهبة ... إنّه اختيارٌ و إنّه هبةٌ تستلزم أن تشكري الله تعالى و أن ترضي و تسعدي : )  

-أصدقائي : من أرسلت لها الرسالة أعلاه ( ولو أنّها هنا بتصرف D:  ) أذنت لي بمشاركتها معكم بفرح , ادعوا لها بالخير.

هناك 7 تعليقات:

  1. السلام عليكم , مرحبا إيمان =D
    الخير كلّ الخير فيما اختاره الله تعالى , فَ ما خاب من استخار وما ندِم من استشار
    خير من استخرتِ _ هو المولى سبحانه وتعالى _
    وخير من استشَرتِ _هي إيمان الرائعة _ ^_^

    استلهمتني الرسالة فَ تمنّيتها أطول , ثم تذكرت أنها رسالة , فَ حذفت أمنيتي :)
    دمتِ ذخراً لأحبّتكـِ صديقتي , أدام الله حكمتكـِ وكلماتكـِ

    نَقــد مَحبّة : يستحبّ أن يكون أسلوب الرسالة مبسّطاً أكثر , لدرجة تصل وحدها إلى القلب ويستوعبها العقل بسرعة دون جهد , ويكون تأثيرها فعالا ووقعها خاص ... فقط :)

    إلى اللقاء يا رفيقة <3

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عذرا عذرا تأخرت في الزيارة للمدونة. و ككل مرة تطرقين باب قلبي و تدخلينه دون منازع بكلامك . دمت متميزة و دام قلمك يا طيبة

    ردحذف
  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عذرا عذرا تأخرت في الزيارة للمدونة. و ككل مرة تطرقين باب قلبي و تدخلينه دون منازع بكلامك . دمت متميزة و دام قلمك يا طيبة

    ردحذف
  4. و عليكما السلام و رحمة الله و بركاته ، بوركتما و سعدت بمروركما الجميل ، دمتما ☺
    رقية ، سأعذرك بشرط ألا تعيديها 😀

    ردحذف
  5. السلام عليكم
    الكلام رائع يسلمم عقلك و دام قلمك
    ولك يخرب بيتك يا ايمان وش هاد الvocabulaire الواعر ارحمي قراءك يا شييييييخة
    (حسيت روحي نقرا في cours de physiopathe و نديشيفري فيه) بصح الصح الصح يهببببببل

    ردحذف
  6. وعليكم السلام أمونة ... يا نهار ابيض يا ست هانم ، قدرت ديشيفري ؟
    تسلمي يا إيمان ☺

    ردحذف
  7. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف