- لو وقفنا عند لحظة في حياتنا فسنكون في
معلم زمنيّ كلّ ما خلفنا ماضينا و ما أمامنا مستقبلنا و اللّحظة حاضرنا و هذا
الزّمن يمرّ وفق شعاع توجيه ثابت , إنّه يمرّ فقط نحو الأمام , إنّه لم و لا و لن
يعكس اتجاهه و لن يعود للخلف أبدا ... فقط سيمضي رغم كلّ شيء للأمام .
- نحن , أنا و أنت , نمرّ بمراحل مختلفة في
الحياة , هل تذكر تلك الدروس التي كانوا يعلموننا فيها دورة حياة الانسان : رضيع -
طفل – كهل – شيخ ؟
- حينها لم يتطرّقوا للجانب الآخر في دورة حياتنا , حدّثونا عن
زيادة الوزن و الطول و العمر و العضلات لكنّهم لم يخبرونا عن نموّ الفكرة و تطوّر
الفكر و التجارب و أنّها كلّها تشيخ و تموت هي ليبقى الدّرس و أنّ نموّنا في هذا
الجانب لا يُقاس بالكيلوغرام و لا المتر إنّما بالتّعلم من أخطائنا و التّعامل
بهدوء , بمرونة مع التّجارب .
- نحنُ , نمرّ بتجارب مختلفة في حياتنا , في
شتّى المجالات : الدراسيّة ,الصحيّة , الماليّة , العائليّة و علاقاتنا
الاجتماعيّة ... و أشمل , نعيشها بكلّ لحظاتها في لحظاتنا , بتفاصيلها في تفاصيلنا
, بتعبها , بدموعها , بنتائجها , بانفعالاتنا , بأحلامنا فيها ثمّ تمرّ هي بعد
انقضاء أجلها و تموت لتصبح جزءً من ماضينا , إنّها تموت فعلا سواءً شئنا أو أبينا
, استطعنا التّجاوز أو لم نستطع , تقبّلنا أو لم نتقبّل , فهمنا أو لم نفهم ...
تعلّمنا أو لم نتعلّم ...إنّها تمرّ هي سواءً مررنا نحن أو لم نمرّ.
- منّا من يمرّ و يتجاوز التّجربة و قد اكتسب
درسًا من تجربة مؤلمة, سيّئة, فاشلة... مهما كان نوع العواطف التي اختلجت عواطفنا
في تلك اللحظات من الزمن التي جرت فيه التجربة,مهما كان حجم الجرح الذي سبّبته في
أعيننا , المرور يكون دوما إلى الأمام كما
يمرّ شعاع توجيه الزّمن , أولئك النّاس ليسوا من فصيلة لا بشرّية و لا هم مجرّدون
من المشاعر و لا هم يملكون نظام حذف أوتوماتيكي لا يملكه غيرهم , إنّما هم فقط
فهموا أنّ الانفصال لتعيش أجسادنا في الحاضر و نعيش نحن في الماضي جُرْم , و أنْ
يحي فشلُ الماضي في حاضرنا جُرْم و حياةُ
ألمِ الماضي في حاضرنا جُرْم و حياة الماضي في حاضرنا جُرْمٌ و جُرْمٌ و
جُرْم و هم ببساطة لا يريدون الاجرام في
حقّ نفوسهم و من يحي معهم ... أمّا عن كيف ينسون ؟ فهم يثقون بالله و يعرفون أنّ
الوقت كفيل بحذف الكثير...
- أشياء كثيرة ظنّ أصحابها أنّها لن تُنسى و لن تغيب عن
ذاكراتهم لكنّ رحمة الله تعالى جعلتهم ينسون لتمرّ أيامهم بعد ذلك ببساطة و يفرحوا
بعدها كثيرا و ينجحوا كثيرا و يهنؤوا كثيرا – كما لم يتخيّلوا أبدا – ثمّ استمرّت
الحياة :)
- و منّا من لا يمرّ و لا يتجاوز التّجربة ,
و يتشبّث بالماضي فكأنّما يحيَ ماضيه في كلّ لحظة من حاضره , إنّه يسمح لتفاصيلها
بالحضور من جديد - مع العلم أن الماضي لا يحيَ أبدا - إنّما هي الحياة الوهميّة
التي نَهبُها له لنسمح لتفاصيل التّجربة , لعواطفها , لانفعالنا حينها , بأن يظهر
من جديد بسبب انشغالنا بها , انهزاميتنا , عدم ثقتنا بالله , جهلنا , تشاؤمنا ,
إنّنا كمن يحمل الجثّة بين يديه يأبى دفنها لكي تستمر حياتها و ما الفترة التي
تقضيها الجثّة خارج قبرها بحياة , إنّما هي وجود شيء في غير مكانه - تماما - كوجود
الماضي في الحاضر , و ما الفترة التي تقضيها خارج قبرها - في عين من أبى دفنها و
في عيون الجميع - إلّا وهمٌ و كذبةٌ و ظلمٌ للنّفس و ظلمٌ لكلّ من يشاركنا الحاضر
...حين لا ننسى , حين لا نتجاوز.
أخيرا :
---> فقط
اصبر – فالصّبر جميلٌ ومفيدٌ لكلّ ألم – امض إلى الأمام و إن كان في عينيك بريقُ
دمعة من الماضي , خُلقت الدموع لتُذرَف لا لأن تحجب الرؤية الواضحة ...و خُلقت لكي
تسيل و تُمسح لا لكي تركد في عينيك و لا في قلبك , امض إلى الأمام و اعلم بأنّ
الله حين يهبك لحظة جديدة فهو تعالى يهبك فرصة جديدة , الفرصة الجديدة ليست لها
أيّة علاقة بتجربتك الماضية لأنّك تعيش لحظة جديدة , تستطيع أن تنجح فيما فشلت فيه
سابقا , الآخرون ليسوا مزوّدين ببرامج أنت تفتقدها : ) ... تستطيع أن تخوض تجربة جديدة و تنجح فيها
بإذن الله , تجنّب الأخطاء التي وقعت فيها سابقا و تجنّب كلّ ما يُغضب الله , سوف
تنجح بإذن الله
---> كن كشعاع توجيه زمننا , يتّجه دوما نحو
الأمام ...دعك من الماضي و من شخصياته و أحداثه و نتائج تجاربه .
---> لا يحقّ لك يا شبيهي أن تلتفت إلى الماضي
إلّا لسبيبين :
1- أن تستغفر من خطأ قمت به في الماضي و كلّك
أمل في رحمة الله الذي وعد و وعده الحق ( إنّ الله يغفر الذّنوب جميعًـا )
2- أن تأخذ الدّرس و تُصلح شيئا قد أفسدته في
لحظات الماضي, تُصلحه في لحظات الحاضر لتُعوّض.
---> لا تيأس أبدا و لا تضع نقطة نهاية لأملك ,
يونس عليه السّلام حين غضب من قومه و ذهب , التقمه الحوت وحينما استغفر غُفر له :
اليأس في ديننا ذنبٌ .
---> علينا أن نرضى بما وهبنا الله و نحلم بكلّ خير , أن نسأل الله من فضله العظيم في
الدّارين , نحن لا نسأل البشر إنّما نسأل ربّ البشر الذي بيده الخير كلّه و إليه
يُرجع الأمر كلّه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
ردحذفصديقتي , ماعساي أن أقول سوى جزاك الله خيرا ونفع بك وأدامك ذخرا للأمة , وأنتِ بهذا القلم الفذ , وأنتِ بهذه النظرة المتفائلة , وأنتِ بهذه الروح الإيجابية المشعة , لكـِ شأن عظيم بإذن الله تعالى , دمتِ بالإيمانِ إيماناً , دمتِ رائعة :)
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حذفصديقتي , و جزاك الله خيرا و أدام مودتك يا خالة مودة :)
شكرا و دمت لنا .
السلام عليكم و رحمة الله....دائما من يكتبون لديهم حاسة سادسة و كأني بك تخاطبينني بما خطته أناملك...بورك قلمك و فكرك اختي الغالية
ردحذفو عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ردحذفاذن شعرت انها تخصك ؟ اذن هي تدوينة موضوعة في علبة جميلة مغلفة و عليها شريط احمر = هدية لك
و بارك الله فيك صديقتي و بورك حضورك في حياتي .
موفقة بإذن الله
ردحذففعلا خلقت الدموع لتذّرف
شكرا صديقتي ، أرجو أن تسعدي ،دمتِ
ردحذفالسلام عليكم فعلا معك حق ما نفع الدموع على ماض فات ما يهم في هذه الدنيا هو الصبر و لا صبر دون تفائل و لا تفائل بدون عزيمة جبارة ... جزاك الله اخت ايمان و دام قلمك نابضا نبض القلوب الصافية دمت يا غالية و تقبلي مني هذه الكلمات كتبتها يوما ما كنت في اشد الضيق و التعب النفسي فكتب هذه الكلمات لاني الكتابة تريح قلبي :
ردحذفسالوني من انا
من اي عالم انا
من اي ببطون الارض خرجت
فقلت انا طائر رنام
اهوى فنون الطيران
اهوى الهدوء
وبعدا للازدحام
انا و ما انا الا انا
اهفو لغفوة الايام
لقلب كله خفقان
اهفوان بعدا للالام
سالوني و ما امانيك
قلت ليت و ليت
قالو و ما ليت
قلت ليت ترد لي طفولتي
براءتي
جمال الروح
ليتني في زمن
يقال لي فيه طيري
فانت اليوم طير الحرية
انت اليوم ببراءة طفلة
انت هنا اليوم
و انت هنا كل الايام ...
و شكرا لكي زميلتي ايمان على هاذا المنشور الرائع . اختك مريم #mymy med
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...أنا و ما أنا إلا أنا ... تحية جميلة لك يا مريم ، أشكرك جزيلا على كلماتك المشجعة و على خاطرتك .
ردحذف