صفة الكرامة

- السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته , تقبل الله منّا ومنكم , صحّ عيدكم الخاوة , أرحّب بكم جميعا ;

- العيش : هو أن تقضي أيام حياتك : تأكل , تشرب , تلبس ... ثم تموت فينتهي العيش .

- الحياة : هي هو أن تقضي أيام حياتك : تأكل , تشرب , تلبس + مؤمنا تحقق الهدف الذي خُلقت لبلوغه , تملؤ قلبك عقيدتك , مبادؤك و هذه المرحلة تتأرجح بين السعادة في بسمٍ و السعادة في صبرٍ ... ثم تموت لتحيي من جديد .

 - حين تنسحب ذواتنا من صفة التكريم التي خصنا الله تعالى بها :

- حين تنسحب - فإنها تعمل عمل من يُلقي بجسمه من الطائرة يؤمل في عدم سقوطه بأن يمسكه السحاب فإن لم يسعفه السحاب حرّك يديه ليحلق يظن أنهما كالجناحين أو أنه قد يطير فيهوي , ببساطة , ليتحطم الجسد الذي حمل الانسان بعد أم حطّم الانسان فيه حين رماه , يوم أن سحبه من صفة التكريم نحو طينية الأرض .

- أما صفة التكريم فهي كل ما يعلمه الله تعالى و أخبر أنه كرمه , إنها صفة تشمل كل انسانيتك , كل قوامها ( وجودك , روحك , عقلك , قلبك , إيمانك , صحتك , أحلامك , طموحك , دموعك , ابتسامتك , أملك , ألمك  , يقينك , علمك , أخلاقك )

و كل أدوات الحفاظ عليها و هي شريعة الله تعالى التي لو تأملنا بنودها لقطفنا من كل بند حبا لله تعالى و حفظه لك : 

---> فهذا بند يحرم قتلك و يجعل زوال الدنيا أهون على الله من زوالك , إنه تعالى يحفظ وجودك و هو قوام انسانيتك ; 

---> وهذا بند يحرم كل ما قد يضر بعقلك أو يذهبه أو يغيبه , إنه تعالى يمنعك من الخمر , المخدرات و كل المسكرات , و بهذا المنع يمنحك تعالى قواما لانسانيتك حين يحفظ خلايا عقلك و وظائفه ;

 ---> وهذا بند يمنعك من أن ترى كل من مرّ عليك لئلا ّيقع منهم أحد من بصرك فيسقط في قلبك فيعذبك وجوده فيألم قلبُك بسبب هذا الوجود الغريب فيأمرك الله تعالى بغض بصرك لكي تحيا انسانا بقلب سليم , بقلب لا يدمع في كل ليلة بسبب العشق , و يحترق في كل لحظة بسبب الشوق , و يتقطع في كل ساعة بسبب البعد , ثم يتصاغر أمام عبد مثلك أو يتعلق بمخلوق ضعيف , إن الله تعالى يمنعك أن تفقد قلبك , أن تبيع قلبك , أن تُملك غيرك قلبك فتفقد من قوام انسانيتك ;

---> و هذا بند آخر يحرّم الزّنى لكيلا تظلم انسانا فتطمس قوام انسانيته , تنجب شخصا يعيش ثم لا يستطيع أن يحيى , يعيش بجرح عميق في قلبه , يعيش بوجود سطحي حين يُسأل من أبوك ؟ ستكسر قامة أحلامه و تلطخ هامة آماله ستجعل الطموح يقول له : لست مني لتقول له الدموع أنت مني , ستجعله يتألم و ستكسر انسانا  بسبب أنك يوما ما لم تحترم بندا يحفظ صفة الكرامة الانسانية فيك ففقدتها من جسدك كله , حتى النطفة التي كانت عنصرا في ذلك للجسد , في تلك اللحظة , فقدت كما فقد الجسد كرامته ... 

- حين لا يُحترم هذا البند سيُعرض الانسان نفسه لمرض التهاب الكبد ب , السيدا , سرطان عنق الرحم , و حتى الجنون في آخر مراحل مرض الزهري , إنه بهـذا يكون قد آذى صحته و عقله , قد كسر مما كان تعتمد عليه انسانيته التي أراد الله حفظها حين نهى عن قرب الزنى و قال عنه كان فاحشة و قال عنه ساء سبيلا : 

---> و هذا بند ( آمنوا ) , أتدري ماذا يحدث حين نؤمن ؟

- حين نؤمن نكون قد لجأنا إلى القوة المطلقة , القدرة المطلقة , الإرادة المطلقة , إلى من بيده ملكوت كل شيء , إلى من يقول للشيء كن فيكون  ; 

- حين نؤمن نكون بـالله أقوى , أسعد , و تكون الحياة أسهل .

- حين يكون الايمان في قلبك  و تسقط في طريق طموحك , حين تدمع , فإنك ستجد الايمان يمتد من قلبك ليمسح دمعك , سيمتد هذا الايمان على شكل يد من صبر , و يد من حب , و يد من رجاء , و يد من طمأنينة , ستجد الله معك و ستكون انسانا قويا يستطيع المرور , إن الله تعالى يحفظ طموحك و يساعدك على تحقيق أحلامك , فقط آمن و أسكنه في قلبك . 

- كل بند يريدك أن تحيى انسانا كرّمه المولى , أن تكسر كل ما يقف في طريق ارتضاه الله لك , أن تتجاهل كل من يريد أن يقتصر و يختصر حياتك في ( العيش )

- إحيَ و الله في قلبك , إحيَ بالله في سبييله , اجعلك لله تعالى يجعل الكون مسخرا لك , اعبده بكل مقومات انسانيتك , بوجودك , بعقلك , بقلبك , بجوارحك , بصحتك , بطموحك , بأحلامك .

---> ثم تذكر ; أن على هذه الأرض بشرا  يستحقون الحياة بصفة الكرامة فبلغهم , لعلهم يجعلون الله في قلوبهم فتُجعل صفة الكرامة فيهم فتولد الحياة .

- تهنئة لو سمحتم : إلى صديقتي الصغيرة الكبيرة تقى , العاقبة لنجاحات أخرى صديقتي :)