- السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
- تحدّث نفسها : ( ماذا سأفعل بعد التخرج ؟ هل عليّ يا ترى الارتباط أم أنّ الأحسن لي إتمام الدّراسة و اعتناق تخصّص ما ؟
- يحدّث نفسه : ( يا ترى كيف ستكون حياتي مع رفيقتي البطالة ؟ هل عليّ أن أتجاهلها بإكمال الدّراسة أو اجتياز اختبار بكالوريا جديد و التّسجيل في الجامعة من جديد في فرع جديد ؟ .......ثم ّ التخرج من جديد ثم البطالة من جديد ...ثم اجتياز امتحان بكالوريا جديد ...ثم ماذا ؟ هل سأبقى بطالا و أبقى عازبا ؟ )
- تحدّث الأم نفسها : ( سيتزوج ولدي الكبير هذا العام و لأنّ البيت يحتوي مكانا إضافيا فسوف يسكن هنا , لكن , ماذا عن أخيه ؟ سينهي الخدمة العسكرية بعد أقلّ من عامين و سوف يكون بحاجة لتأسيس أسرة و بيت ...بيتنا هذا لن يكون قادرا على احتواء الجميع ...و لست أرى مجالا لشرائه بيتا فلا أراه إلّا عاجزا و لا أظنه سيجد منزلا للكراء ...ما الحلّ ؟ )
- و يحدّث الوالد نفسه : ( أنا لا أضمن ساعاتي ...ماذا لو خرجت يوما للعمل فكان آخر يوم للخروج و للعمل ...ماذا لو قدت السيارة بطريق تحتضن بين جنبيها شابا متهورا يتسبب في إنهاء حياتي , كيف سيكون حال أولادي الصّغار من بعدي ؟ من سيعولهم ؟ )
- و تحدّث أختنا نفسها : ( ماذا لو لم يتقدّم لي أيّ سعيد حظ ؟ ماذا لو تقدّم لي و كان يبدو على غير حقيقته و ماذا لو لم أكتشف سوء أخلاقه إلا بعد الارتباط ؟ )
- و يُحدّث نفسه : ( لا أستطيع أن أقدم على هذه الخطوة ...أخشى أن تكون الأسرة مسؤولية أكبر من كتفي الذي لا أزال أراه صغيرا ... ماذا لو اخترت المرأة الخطأ ؟ ماذا لو نتناسب معًا ؟ ماذا لو لم نتفق ؟ )
- و يحدّث نفسه : ( من يضمن لي مشروعا ناجحا إن أنا فرغت من هذا المشروع ؟ )
- و يحدّث نفسه : ( ماذا إن لم أنجح في امتحان البكالوريا ؟ ماذا إن نجحت بمعدل لا يمكنني من الالتحاق بالفرع الحلم ؟ ماذا سأفعل حينها ؟ كيف سأتعامل مع الوضع ؟ )
- و يحدّث نفسه : ( هل يا تراه صادقا في ما يقول أم يا تراه يحاول أن يخفف ألمي ؟ هل يا ترى نسبة نجاح العملية كما يقول الطبيب ؟ من يضمن لي أنْ سأكون بخير بعد استئصال الورم ؟ من يضمن لي أنّه غير خبيث ؟ من يضمن أنّ فريق الأطبّاء سوف ينتبهون بدقّة لكل الخلايا الخبيثة ؟ من يضمن لي أنهم أطباء متقنون ؟
- و تحدّث النّفسُ سكونها بصخب و حيرة و قلق فلا تدع من السّكون بداخلها إلّا بقايا فتكت بعنصرها أسئلة : ( ماذا لو كان الغد كما لا أريد ؟ ماذا لو كان صعبا أو شديدا ؟ ماذا لو لم يأتني بما أرسم الآن ؟ ماذا لو كان نقطة تعلن نهاية الحلم ؟ ماذا لو كان الغد المجهول يحمل عنصر تحقيق ما نخشى من المجهول ؟
- هل نجيب معًا ؟ سنجيب إذن معًا ..............من خلق اليوم و خلقنا بالأمس أعلم بأصلحِ اليوم لأمسنا و من خلق الغد و أحيانا باليوم أعلم بأصلحِ غدٍ ليومنا ...لا داعي لأن نعيش تفاصيل مرحلة لم تأنٍ بعدُ بمعطيات المرحلة التي نحياها الآن ...فلعلّ المعطيات تتغيّر كما و لعلّ الظروف تكون خيرًا ممّا نحسب ...و هل نملك القدرة نحن البشر على الحساب حتّى نحسب ؟ أو ليست العقول القاصرة أحقّ لها أن تأمل بدل أن تألم بتحليلات لا تستمدّ من عقلها إلّا القصور لتنحر الأمل و الرّجاء في الله فكأنّها لا تنحر ما يحيا في النفس إلّا لتلد ما يعيش فيها من سوء ظنّ و يأس .........و كأنّها لا تُري صاحب النفس إلّا كل ضيق فيغفل أن الضيق لو لم يكن في السّعة لما تبيّن ضيقه فينسى أن يرى السّعة نسيان شيطان مقنّط و هل يُنسينا الشيطان إلّا أن نرى أو نُرِيَ الخير ؟
- فلنفكّر فقط في المرحلة التي نحياها و لا داعي لأن نحسب لما يليها حسابات أولى عمليّاتها تُجرى بآلة حاسبة نفسيّة تجيد القنوط رياضياتٍ و سوء الظنّ منهجاً فتوكل باقي العمليّات لآلة حاسبة شيطانيّة لا تستعمل من الأرقام إلّا الصّفر يُضرب في كلّ ما ينتج...و لـــنثق بالله تعالى و لنحسن الظّن بمن الخير في يده .
- لا تفكّر في مرحلة قادمة بمعطيات المرحلة الآنية .
- هي مرحلة فمرحلة و خطوة فخطوة فدعوها تكن كلّها بولاية الله تعالى ... ولا تحمّل نفسك مالا تطيق و هل تطيق النّفس من نفسها خنقًا بيأسٍ أو توقّع كلّ ما لا يُؤدّي إلّا للخنق ؟ و هل تنظر منّا النفوس في مواقف كهذه إلّا تنهدّ قلب أرهقته آلام الخوف ثمّ بسمة ترتسم على قلب آمل يرجو فضل الله تعالى كقلب ينطق أنْ ( حسبيَ الله و نعم الوكيل ) .
جزاك الله خيرا ....حسن الظن بالله اساس راحة البال. اراح الله بالك و نفع بك اختي
ردحذفو جزاك الله خيرا ...أرجو لك راحة البال غاليتي
حذف