29‏/11‏/2013

فلا تقنط .

- السّلام عليكم و رحمة الله وبركاته ... يا من نشترك في كوننا ننسى أرأيت :

- حينما تشيخ النّطاف و تفنى البويضات و يأبى الرّحم .......... هل من ولد ؟
- حين يُرمى الكريم ببحر و يلتقم الحوت جسم الكريم ...فهل لخروج من أمل ؟ و عند الخروج هل من غرق في البحر من مفرّ ؟
- حين ترمي الشفيقة قطعة قلب ببحر فيجري بقلب ككلّ و يجري إلى من بأمر الفناء أمر , إلى قاتل ,فهل في رجوع الوليد من أمل ؟ و هل مِن همّ أهمَّ من  فناء قلب الأمومة يسيل على يمّ يسير إلى ظالم كأنّما قلبٌ يسيل أمام الدمع يعلّمه سبب الذّرف فيسير الدّمع خلف القلب على استحياء ...و تبعث الأمّ أملا وراء القلب تنشد بشرى فتأتي البشرى بأن القلب في أيدٍ لا تحبّ القلب قد ارتمى ... فكأن الأمّ قد علمت أن الفؤاد أصبح فارغا و كيف لا ؟ أليس قد التقطوه ؟ هنا هل من أمل ؟
- حين تحمل حقّا و يحمل غيرك كلّ ما في الحقد من حقّ له عليك لأنّك خالفته في كلّ وجوده حين حملت على الباطل فيجمع جيشا و يأتي مع الجيش باطلٌ و قوّةُ باطلٍ و أبطالُ باطلٍ في لحظة يُخيّل لك و لأصحابك ممّن حملوا ما حملت , يُخيّل لهم أنّ البحر تحالف ضدّكم فصدّكم و ردّكم لعدوّكم ... حاصركم البحر في مكانه الأصليّ و حاصركم الباطل يزحف على التّراب إليكم ليزداد ترابا كلّما همّ بالقرب إليكم ... هنا هل إلّا إنّكم مدركون ؟
- حين توقد النّار نارا ...و تعلم أنّك ستكون ضمن ذاتها في العمل عليك حرقا و حرقا و ليس إلّا حرقا ... وتحمل على المنجانيق و تُرمى في النّار ... هل من بعد نار كتلك إلى نجاة من سبب ؟
- حين يصل السّبب إلى أن يكون سبب هجرة فتهاجر ...فيضربوا وراءك كلّ سبب لعودتك حيا أو ميتا ...حين تختبئ في غار لو نظروا إلى موضع أقدامهم لرأوك و حقّقوا سببهم ... هل من سبب للنّجاة ؟

- أيّها - من نشترك في كوننا ننسى - لا تقنط و اذكر ابراهيم تُزف إليه بشرى الولد و تصكّ زوجه وجهها تتعجّب , يُقال لها أتعجبين من أمر الله .
- و اذكر يونس في بطن حوتٍ في بطن بحرٍ ... يسبّح بــلا إله إلّا أنت و يستغفر الله ... ويعلم أن صوته عند ربّه لا تقاربه الحواجز.
- و اذكر أمّ موسى تضع ابنها في يد عدوّها امتثالا و تذّكر كيف حقّق الله تعالى وعده فملأ فؤادها و أقرّ عينها بإعادته لها  .
- و اذكر موسى حين يقول له لسان البشر إنّا مدركون فيردّ لسان القلب : ( كلّا إن معي ربّي ) فيأتي الأمر ( اضرب ) فينفلق الموت و تولد الحياة أملا كشقّ الطريق في البحر .
- و اذكر ابراهيم ثانية حين يرمى في النّار بقلب يقول : حسبي الله و نعم الوكيل كيف يجعل نارا كنارٍ يُقال لها : كوني عليه بردا و سلاما .
- و اذكر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و صاحبه أبا بكر الصّديق رضي الله عنه و أرضاه في طريق الهجرة ; ( لا تحزن ) .
- دع أملك في الله تعالى مثل ذاك الأمل , يرى كلّ أسباب للنّجاة تهلك فيهلك كلّ شيء إلا أمله في الله يحيا بقوة تنبثق من قلب تجيئ قوته من السماء ... و احلم و اسأل الله من فضله ...و إن قالوا : ألا تحزن ؟ فقل : إنّ الله معنا ...و إن قالوا : أنّى ؟ فقل : أتعجبون من أمر الله ... و إن قالوا : إنّك مدرك فقل كلّا إنّ معي ربي :)

هناك 5 تعليقات:

  1. رحلت بنا في رحاب انبياء الله عليهم السلام , فكان المشترك بينهم هو التمسك بحبل الله و حسن الظن به ...... بوركت.
    قال تعالى: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " هي صورة اخرى في القرآن أيضا

    ردحذف
    الردود
    1. - أهلا رقيّة ...بارك الله فيك و نفع بك ... شكرا على الإضافة أخيّتي .
      - دمتِ .

      حذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. وأذكر قصة قاتل التسعة وتسعين نفسا وأراد التوبة ثم أكمل المئة بقتله لذلك العابد الذي قال له ليس لك توبة رغم ذلك لم ييأس وواصل البحث عن التوبة إلى نالها ... وقصته معروفة....
    بارك الله فيك

    ردحذف
  4. - نعم , هي تلك الثقة بالله تعالى تتحرّك نحوها الفطرة السّليمة ... لتقول لكلّ حاجز أمامها : أنت وهم ... ثمّ تمضي بخطوات آملة حتى إذا ما قُبضت وقع أجرها على الله
    - و فيك بارك الله

    ردحذف